دور شبكة الطرق في تنمية السياحة الأثرية في منطقة بني وليد: دراسة تحليلية جغرافية
الملخص
تتناول هذه الدراسة التحليلية الجغرافية دور شبكة الطرق في دعم وتنمية قطاع السياحة الأثرية في منطقة بني وليد بليبيا، وتعتبر منطقة بني وليد إحدى المناطق الليبية التي تزخر بتنوع أثري يُؤهلها لتكون مقصدًا سياحيًا واعدًا. وتكمن إشكالية الدراسة في أن البنية الطرقية في المنطقة تعاني من ضعف في التغطية الجغرافية، بالإضافة إلى تدهور حالة بعض محاورها، وغياب التنسيق بين الجهات المسؤولة عن التخطيط السياحي والطرقي. هذه المشاكل تؤدي إلى صعوبة الوصول للعديد من المواقع السياحية، مما يشكل عائقًا أمام تنشيط الحركة السياحية والاستثمار في هذا القطاع.
تهدف الدراسة إلى تحليل التوزيع الجغرافي لشبكة الطرق في المنطقة، وقياس مدى كفاءتها في الربط بين المراكز الحضرية والمواقع السياحية، وتحديد أهم المعوقات الفنية والطبيعية والتنظيمية التي تحول دون تطويرها. كما تسعى الدراسة إلى اقتراح حلول عملية لتحسين أداء شبكة الطرق ودمجها في خطط التنمية السياحية، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، مدعومًا بأساليب ميدانية مثل الاستبيان، إضافة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية في تحليل البنية المكانية للطرق وعلاقتها بالمواقع السياحية.
وقد خلصت الدراسة إلى وجود خلل واضح في التوزيع المكاني للطرق، وضعف في ربط العديد من المعالم السياحية بالمحاور الرئيسة، مما يحد من فرص استغلال هذه الموارد في تنمية السياحة المحلية. وتوصي الدراسة بضرورة تطوير شبكة طرق متكاملة تواكب احتياجات الحركة السياحية، من خلال ربط المواقع السياحية بالبنية الطرقية الرئيسة، وتحسين جودة الطرق، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية ضمن إطار تخطيط مكاني شامل.