تقنيات النسيج الطبي الذكي: المبادئ والمواد والتطبيقات
الملخص
تُعد الأقمشة الطبية الذكية فئة جديدة من المواد تجمع بين هندسة النسيج وعلوم المواد والابتكار في المجال الطبي الحيوي. صُممت هذه الأقمشة لتعمل بتناغم مع جسم الإنسان، إذ تستشعر التغيرات الفسيولوجية والكيميائية الحيوية وتحوّلها إلى بيانات ذات معنى. من خلال استخدام الألياف الموصلة، والطلاءات النانوية، والمواد الهلامية المائية (الهيدروجيل)، وهياكل الأقمشة الثنائية السطح (Janus)، يمكن لهذه المواد مراقبة درجة الحرارة، والشد، والتنفس، ودرجة الحموضة، وتركيز الأيونات، مع الحفاظ في الوقت نفسه على النعومة وقابلية التهوية وراحة الارتداء. لقد سمحت التطورات الحديثة في أجهزة الاستشعار الكهروكيميائية بقياس العرق وسوائل الجسم بدقة عالية، في حين أصبحت أجهزة الاستشعار النسيجية للشد والحرارة توفر مراقبة مستمرة للحركة ودرجة حرارة الجلد. كما أدت التحسينات في تقنيات الطلاء والتوصيلات المرنة إلى زيادة متانة هذه الأجهزة وقابليتها للغسيل وتوافقها الحيوي. وفي الوقت نفسه، عززت الهياكل الهلامية المائية والأقمشة الثنائية السطح من جودة التلامس مع الجلد وتوجيه السوائل نحو مناطق الاستشعار، مما أدى إلى تحسين كبير في ضمادات الجروح الذكية التي يمكنها كشف خطر العدوى مبكرًا عبر مراقبة درجة الحموضة والرطوبة، مع الحفاظ على قدرة الجلد على التنفس. رغم هذا التقدم السريع، ما زالت هناك تحديات أساسية، منها الحاجة إلى معايرة دقيقة للأجهزة لتتعامل مع اختلاف سوائل الجسم والحركة، وغياب المعايير العالمية الخاصة بالثبات بعد الغسيل والسلامة الحيوية. كما تمثل الاستقلالية الطاقية تحديًا آخر يتطلب تطوير مولدات كهروضغطية وحرارية دقيقة لتشغيل الأجهزة ذاتيًا. في المستقبل، يُتوقع أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الاستشعار المتعددة إلى تحسين موثوقية تحليل البيانات الحيوية. إن الجمع بين الراحة والذكاء والاستدامة يجعل الأقمشة الطبية الذكية تنتقل من مرحلة النماذج البحثية إلى أدوات عملية قادرة على إحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية الشخصية وإدارة الجروح.

