الجمع بين الشرع والواقع في الخطاب الدعوي لترسيخ الوسطية والاعتدال
الملخص
الخطاب الدعوي هو وسيلة فعالة لنشر تعاليم ومبادئ وأفكار الشريعة الإسلامية الغراء، يخاطب العقل، ويرشد الحيران، ويعظ الجاهل، ويحث المتعلم، ويُذكِّرُ بالله، ويرشد إلى طريق الهدى والنور، وهو تعبير حقيقي عن الرؤية الإسلامية الوسطية المعتدلة، بكافة مضامينها وأشكالها داخل الأمة الإسلامية بكل شرائحها وأقطارها.
وقد باتت الحاجة ماسة إلى تطوير الخطاب الدعوي والعمل على جعله يلامس الواقع ويواكب التطور والتغيير الحاصل في حياة المسلمين، بسبب المتغيرات والحوادث التي يعيشها المسلم، والتي تتسارع وتيرتها فتجعل ملائمة الخطاب ومواكبته حاجة ماسة، لأن الخطاب الدعوي المنفصل عن الواقع يظل شعارات وعبارات تسبح في فضاءات مجهولة، لا يُنتفَع منها ولا يستفاد، وهذا الانفصال عن الواقع يؤدي إلى فتح أبواب شر ومنافذ فساد يستغلها ضعاف النفوس لنبذ الوسطية والاعتدال وزرع بذور التطرف والإفراط.
وإنَّ الجمع بين الشرع والواقع في الخطاب الدعوي أمر مهم، ليتحقق للخطاب كونه أداة للاتصال المعرفي والحضاري، وهذا يجعله يحقق دوره الفاعل في بناء المجتمع الإسلامي، ودوره كذلك في الدعوة إلى الإسلام وهداية البشرية، فالخطاب الدعوي المواكب للواقع يحتاجه المسلم، لأنه يُعزِّزُ قوة انتماء المسلم لدينه وعِظَم تمسكه بشريعته شريعة الوسطية والاعتدال.