المتلقّي في "بلاغة الحاجة" هويّته- أنماطه – أدواره: شعر الإغريق وخطابتهم نموذجًا
الكلمات المفتاحية:
بلاغة الحاجة، قانون العبور، الصيغ الشّفهيّة، أنماط المتلقّي، شعر، تراجيديا، فلسفةالملخص
ننتصر في هذا المقال، إلى احتكام أدباء اليونان وفلاسفتهم، لوعي بذات المتلقّي مكوّنا تداوليّا، يتشارك الذّات الباثّة للخطاب قانون عبورLoi du passage، فيما يمكن أن نسمه بـ "بلاغة الحاجة" Rhétorique du Besoin وهي بلاغة اللّسان، شفويّة منطوقة، تتوسّل فيها الذّات الباثّة للخطاب بكفايات إنجاز مسرحيّة (ايمائية، حركية، جسدية)، يتجاور فيها فعل الصّوت وفعل الحركة الصامتة والنظرة الهادفة، ضمانًا لنجاح فعل التّواصل. وتحسّسنا لديهم تعدّدًا في مراسم إنشاء القول (شعرًا وخطابةً ومسرحًا وفلسفةً) وانحسارًا في وسائطه (السّماع والمشاهدة)، وتنوّعًا في طبقات المتلقّي وأدواره، تراءى في إهابها متلقّيا واقعيّا مستمعا ومشاهدا، في مقامي الشعر والمسرح، بين المباركة والتّفاعل وبين الرّفض والانتفاض، ومتلقّيا افتراضياّ في مقام الفلسفة، بين السّاذج القابع في دائرة الابتزاز والإرهاب مع السّفسطائييّن، والمنبهر إفتتانًا بالجليل والسّامي، في نظريّة السموّ للونجينوس، إلى دائرة النّشيط الباني للفكرة مع سقراط، ومنها إلى المثقّف المحاور مع أفلاطون، و المشاهد/السّامع المتطهّر في تراجيديا أرسطو، والمنتمي لفئة الحرفة أو الاحتراف في خطابته.