الصراع العثماني الروسي والموقف الأوروبي منه (1853 – 1856م)

          شهد القرن التاسع عشر العديد من الأحداث المهمة التي كان لها نتائجها العالمية، من بينها ضعف الدولة العثمانية وحدوث تنافس بين الدول الأوروبية، للسيطرة على أملاكها وأعدت لذلك ذرائع كان من بين هذه الدول روسيا التي كانت لها أطماعها في منطقة القرم، فترتب على هذه الأطماع دخولها في تنافس مع كل من بريطانيا وفرنسا اللتين رفضتا المطالب الروسية للسيطرة على المنطقة، ونظرًا لذلك وبحجة حماية المصالح المسيحية، بدأت في تحقيق مصالحها الخاصة، فترتب على ذلك وقوع ما عرف بحرب القرم (1853 – 1856م)، التي انتهت بتوقيع عدة معاهدات، كان من أهمها معاهدة باريس (1856م) التي فرضت قيودًا على روسيا، وكشفت ضعف الدولة العثمانية، ففتح ذلك بابًا أمام المزيد من التدخلات الأوروبية، وأثر على توزان القوى الدولي.