التحليل الجغرافي للزحف العمراني علي الأراضي الزراعية في الفرع البلدي طمينة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد (2024)
الملخص
يهدف البحث إلى التعرف على حجم المساحات المتأثرة بالزحف العمراني العشوائي في منطقة الدراسة، وتحديد الأسباب التي أدت إلى هذا التوسع. لهذا، كان لا بد من تحليل تطور التوسع العمراني واتجاهاته الزمنية، وتحديد الفترات التي شهدت نشاطًا مكثفًا على حساب الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تحليل العوامل التي ساهمت في ذلك. تتمحور الإشكالية حول حجم الخسارة التي لحقت بالأراضي الزراعية في المنطقة، مما استدعى دراسة الظاهرة وصفًا وقياسًا وتحليلًا بالاعتماد على مؤشرين أساسيين: المؤشر الديموغرافي ومؤشر الغطاء النباتي.
واستخدمت الدراسة عدة مناهج، منها المنهج التاريخي لتتبع تطور الظاهرة عبر المراحل الزمنية، كما اتبع الباحثان الطريقة الوصفية في وصف وتحليل مكونات الظاهرة، كما اعتمد على استخدام التقنيات الكمية في تحليل البيانات وتقنيات الاستشعار عن بعد وGIS، وتمثيل الظاهرة كرتوغرافيا في خرائط ورسوم بيانية.
كما لعب الموقع الجغرافي لمنطقة الدراسة، القريب نسبيًا من مركز المدينة، دورًا في توفير أراضٍ رخيصة نسبيًا، مما زاد الطلب عليها لأغراض البناء السكني. من ناحية أخرى، تسببت التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب كميات الأمطار في انخفاض منسوب المياه الجوفية، وهو ما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي في المنطقة. كما أن هناك علاقة طردية بين ازدياد الكثافة السكانية وانتشار البناء، حيث شهدت منطقة الدراسة نموًا سكانيًا متسارعًا من 15,691 نسمة في عام 1995 إلى 37,305 نسمة في عام 2022. هذا النمو المتسارع زاد الضغط على الأراضي وقلّص المساحات الزراعية بشكل ملحوظ، حيث تحولت المنطقة من مساحات خضراء كثيفة إلى مناطق متفرقة ذات غطاء نباتي ضعيف.
وأوصت الدراسة بضرورة وضع خطط تنموية تضمن التوازن بين التنمية العمرانية وحماية الموارد الطبيعية، وتبني حلول مستدامة لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على النشاط الزراعي، وتطوير مخططات عمرانية أكثر دقة لتنظيم النمو الحضري وتوجيهه بعيدًا عن المناطق الصالحة للزراعة.