تحليل اتجاهات التغير في درجات الحرار في منطقة بني وليد خلال الفترة (1959 – 2024)

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل اتجاهات التغير في معدلات درجات الحرارة الصغرى والعظمى والمتوسطة في منطقة بني وليد خلال للفترة الممتدة من عام 1959 إلى 2024، أي على مدى 65 سنة. وقد تم الحصول على بيانات درجات الحرارة من المركز الوطني للأرصاد الجوية، مع استكمال القيم المفقودة باستخدام منصة (Google Earth Engine)، تم الاعتماد على أسلوب تحليل الانحدار الخطي البسيط Simple Linear Regression: لمعرفة ما إذا كان الاتجاه العام General Trend لمعدلات درجة الحرارة العظمى والصغرى والمتوسطة خلال فترة الدراسة يأخذ اتجاهاً معنوياً وذو دلالة إحصائية ام لا، كما تم تقسيم مدة الدراسة إلى فترتين باستخدام الفروقات التراكمية والتي من خلالها تم تحديد نقطة التغير في السلسة الزمنية، ولتحديد دلالة الفروقات في درجات الحرارة بين الفترتين تم استخدام اختبار التباين للعينات المستقلة (Independent Samples T-Test).

أظهرت نتائج التحليل وجود اتجاهاً واضحاً للارتفاع في معدلات درجات الحرارة (العظمى والصغرى والمتوسطة)، حيث دلت نتائج التحليل وجود قيم موجبة للمتغير b، مما يدل على وجود اتجاه تصاعدي معنوي وهو ما يتفق مع جميع المؤشرات العالمية للتغير المناخي. اذ سجلت درجة الحرارة العظمي زيادة سنوية مع الزمن بمعدل (0.029°م/سنة) والصغرى (0.035م°/سنة) والمتوسطة (0.032م°/سنة)

بينت نتائج التحليل ان هناك ارتفاع واضح في درجات الحرارة خلال الفترة الثانية مقارنة بالفترة الأولى، وقد بلغ الفرق في المتوسط 1.0˚م للحرارة العظمى، و1.1˚م للحرارة الصغرى، و1.2˚م للمتوسطة، وكانت هذه الفروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات درجات الحرارة بين الفترتين. وعليه أثبتت النتائج إلى وجود اتجاه واضح نحو ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الدراسة، ما يعكس وجود مؤشرات واضحة لظاهرة الاحترار المناخي المحلي في المنطقة.

يتضح من نتائج الدراسة أن درجة الحرارة الصغرى سجلت اعلى معدل للزيادة السنوية وأكبر الفروقات بين فترتي الدراسة مقارنة بدرجات الحرارة العظمى والمتوسطة وبالتالي يمكن أن نقول إن درجات الحرارة الصغرى (الليلية) هي الأكثر تأثرا ًبالتغيرات المُناخية وتأخذ اتجاها أكثر حدة وتطرف ناحية الزيادة